(آية وتفسير)
﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾
[النساء: ١٧١]
أي: إنما هو عبد من عباد الله وخَلق من خلقه، قال له: كن، فكان، ورسول من رسله، وكلمته ألقاها إلى مريم، أي: خَلقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل، عليه السلام، إلى مريم، فنفخ فيها من روحه بإذن ربه، عز وجل، فكان عيسى بإذن الله، عز وجل، وصارت تلك النفخة التي نفخها في جَيْب درْعها، فنزلت حتى وَلَجت فرجها بمنزلة لقاح الأب الأم والجميع مخلوق لله، عز وجل؛ ولهذا قيل لعيسى: إنه كلمة الله وروح منه؛ لأنه لم يكن له أب تولَّد منه، وإنما هو ناشئ عن الكلمة التي قال له بها: كن، فكان. والروح التي أرسل بها جبريل، قال الله تعالى: ﴿مَا المَسيحُ ابنُ مَريَمَ إِلّا رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدّيقَةٌ كانا يَأكُلانِ الطَّعامَ﴾ [المائدة: ٧٥]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾ [آل عمران: ٥٩]. وقال تعالى: ﴿وَالَّتي أَحصَنَت فَرجَها فَنَفَخنا فيها مِن روحِنا وَجَعَلناها وَابنَها آيَةً لِلعالَمينَ﴾ [الأنبياء: ٩١] وقال تعالى: ﴿وَمَريَمَ ابنَتَ عِمرانَ الَّتي أَحصَنَت فَرجَها [فَنَفَخنا فيهِ مِن روحِنا وَصَدَّقَت بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَت مِنَ القانِتينَ]﴾ [التحريم: ١٢]. وقال تعالى إخبارا عن المسيح: ﴿إِن هُوَ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِ [وَجَعَلناهُ مَثَلًا لِبَني إِسرائيلَ]﴾ [الزخرف: ٥٩].
"تفسير ابن كثير" (٢/٤٧٨)
رابط الجروب https://www.facebook.com/groups/sharehelqurann
رابط الصفحة https://www.facebook.com/sharehelqurann
رابط تويتر https://twitter.com/sharehelqurann
رابط القناه على اليوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCMrNLtZrQ2IGYunopDhcCwA
رابط جوجل بلس. https://plus.google.com/+sharehelqurann