أي العمل أحب إلى الله؟
سألت النبي صلى الله عليه وسلم:
أي العمل أحب إلى الله؟
قال: الصلاة على وقتها.
قال: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين.
قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.
قال: حدثني بهن، ولو استزدته لزادني
الراوي : عبدالله بن مسعود
المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 527 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
كان الصَّحابَةُ لحِرْصِهم على ما يُقَرِّبُ مِنْ رِضا اللهِ عَزَّ وجلَّ
كثيرًا ما يَسألونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم
عن أفضَلِ الأعمالِ وأكثَرِها قُربةً إلى الله تعالى
فكانتْ إجاباتُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم
تَختلِفُ باختلافِ أشخاصِهم وأحوالِهم
وما هو أكثَرُ نفعًا لكُلِّ واحدٍ منهم.
وفي هذا الحديثِ يَسْأَلُ
عبدُ الله بنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه
النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فيقول:
أيُّ العَمَلِ أحبُّ إلى اللهِ؟
فأجابَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بقولِه:
الصَّلاةُ على وَقْتِها
أي: أحبُّ الأعمالِ إلى الله تعالى المَرْضِيَّةِ
لديه الصَّلاةُ في أوَّلِ وقتِها
فقال ابنُ مسعودٍ: ثمَّ أيٌّ؟
أيْ: وبَعْدَ الصَّلاةِ، أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللهِ تعالى؟
قال صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم:
بِرُّ الوالدينِ
أي: بالإحسانِ إليهما، والقيامِ بِخْدِمَتِهما
وتَرْكِ عُقُوقِهما.
ولَمَّا كان ابنُ مسعودٍ له أمٌّ
احتاج إلى ذِكْرِ بِرِّ والِدَيْه بعدَ الصَّلاةِ
لأنَّ الصَّلاةَ حَقُّ اللهِ، وحقُّ الوالدينِ
يأتي بعدَ حَقِّ اللهِ عَزَّ وجَلَّ
كما قال تعالى:
{ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].
قال ابنُ مسعودٍ: ثمَّ أيٌّ؟
قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ
أي: الجهادُ لإعلاءِ كلمةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ
وإظهارِ شَعائِرِ الإسلامِ بالنَّفْسِ والمالِ.
والمقصود: أنَّ أفضَلَ الأعمالِ القِيامُ بحُقوقِ الله
التي فَرَضَها على عبادِه فَرْضًا
وأفضَلُها: الصَّلاةُ لوَقْتِها
ثمَّ القيامُ بحُقوقِ عِبادِه، وآكَدُها بِرُّ الوالدينِ.