في الإسلام، يُعتبر التجسس على الآخرين أمرًا مذمومًا ومحظورًا، حيث أن الإسلام يحث على احترام خصوصية الآخرين وصون كرامتهم. وقد جاء التحذير من التجسس في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" (الحجرات: 12)

في هذه الآية، ينهى الله عن التجسس لما فيه من تعدٍّ على حقوق الآخرين وتطفل على خصوصياتهم. كما وردت أحاديث نبوية تؤكد هذا النهي، ومنها قول النبي محمد ﷺ:

"يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته" (رواه الترمذي).

يشير هذا الحديث إلى أن التجسس ومحاولة كشف عيوب الآخرين ومعرفة أسرارهم تُعد من الأعمال المكروهة التي لا تتماشى مع أخلاق الإسلام.

بالتالي، يحث الإسلام على الابتعاد عن التجسس وتشجيع الأفراد على الثقة المتبادلة واحترام خصوصياتهم، ويعتبر الإسلام احترام حرمات الآخرين من أخلاق المسلم الصادق والمؤمن بالله.